
راما ستكمل الصفّ الثامن!
كل من يعرف راما؛ يعرف ابتسامتها. التي تُقابل بها كل من يراها، وبودّ تبدأ الحديث في مواضيع علمية، أو تمسك قصة لتقرأها، أو تلاعب إخوتها باعتبارها أكبرهم، وفي أحيان أخرى تحاول التقاط شيء ما من ذكرياتها القليلة مع والدها.. والذي استُشهد يوم كان عمرها ست سنوات، ثم انتقلت مع والدتها وإخوتها إلى الأردن.. لتسكن بيتًا من غرفة واحدة.
بمشقة كبيرة كانت والدة راما تتدبر مصاريف الحياة، مع مساعدة الكفالة الشهرية من فريقنا لراما وإخوتها خالد وحمزة، (50$ شهري لكل طفل)، وفي الغرفة الواحدة والحياة الصعبة كبرت الطفلة وصارت في الصف الثامن، ومع جائحة كورونا وتوقف المدارس لم تستطع متابعة الدراسة كزملائها، فهي لا تمتلك جهازًا الكترونيًا جيدًا لتدخل للمنصة حيث يتم التدريس (أونلاين)، فصار صديقاتها يرسلون لها بعض الدروس، أو تتعاون المعلمات لإيصال المعلومة وتوفير حلول مؤقتة، لكن ومع اقتراب الامتحانات النهائية.. صارت راما أمام تهديد خسارة الفصل الدراسي إذا لم توفّر حاسوبًا!
راما ليست طفلة متطلبة أبدًا، فهي تملك أحلامًا كبيرة وتجتهد في دراستها، وكانت هذه المرة.. أول مرة تطلب راما فيها شيئًا تحتاجه، فقمنا بمراسلة كفيلها وإخباره بالقصة والتكلفة، ومراسلة كفيل أخيها أيضًا، كمحاولة لتوفير المبلغ (355$). فكانت المفاجأة أنّ الكفيلين قاما بالتبرع بالمبلغ كاملًا، وتم شراء (لابتوب) لراما.
بالتأكيد هناك مثل راما من لم يجد من يسمع شكواه، وربما تفوته أشياء كثيرة، لكننا نعلم أيضًا أن هذه ليست أول مرة، نراسل كفيل طفل يتيم، فيقابلنا بلطف وعون، ويبدي استعداده للمساعدة، سواء احتاج الطفل عونًا دراسيًا أو علاجيًا أو لباسًا، أو ترميمًا لمنزله أو قضاءً لحاجة مهما اختفلت، ممتنون لهذا الكرم. نؤمن أن الأيتام صاروا شريحة كبرى من مجتمعنا السوري، وتلبية احتياجتهم والاقتراب من أحلامهم.. طريق لن يقود إلا للخير، ولمستقبل أفضل.