splash-logo
Powered By
هل كان الأمر يستحق عشرَ سنواتٍ من عُمُرنا؟

هل كان الأمر يستحق عشرَ سنواتٍ من عُمُرنا؟

18 August 2023

عشر سنوات، ما كانت لتكون لولا الثورة السورية! نقطة البداية وبوصلة الأحلام وأول طريق للعدالة. وبينما كان الظالمون يبدون آراءً فوق دمنا، كنا نحن نقول "لا" لا مزيد من القسوة، ولا استراحة لنا إلا براحة أهالينا المحتاجين.


في 26.10.2012 تأسّس فريق ملهم التطوعي، في محاولة لرفض الظلم ومدّ يد العون نحو كل محتاج..


بدأ فريق ملهم عمله الإغاثي في تأمين تكلفة عمل جراحي مستعجل لإحدى السيّدات، عن طريق رسائل خاصة تُرسل عن وضع الحالة الطبيّة وحاجتها للعلاج، وبعد عشر سنوات حقق القسم الطبي نجاحات فارقة في حياة الآلاف، وتمكن من إنشاء نقاطه الطبيّة ومراكزه وعياداته في الشمال السوري.


وإذا كان القسم الإنساني قد بدأ عمله بتقديم معونة لمرّة واحد، فإنه اليوم يساعد الآلاف، ويساهم في دعم مشاريع صغيرة لتكون مصدر دخل ثابت لكثير من العوائل. 


وبالمجيء لقسم الأيتام، نفخر حين نتذكر أننا بدأنا بكفالة بضع أطفال، ولكننا اليوم.. نكفل أكثر من 3600 طفل يتيم، بتأمين كفالات شهرية تؤمّن احتياجاتهم، وتساهم في استمرار تعليمهم.


أما قسم الحملات، والذي لبّى نداءات مضطرة وأنينًا محروقًا طوال سنين، ما زال يستمر في عمله اليوم بكل لهفة.. دون أن يعتاد الآلم فيتجاوزه، أو يغضّ طرفه عن مسكين فيُعرض عنه. 


ولأن الفرح ضرورة أيضاً، فإن قسم المناسبات بدأ باحتفال مع أحد الأيتام، واليوم أصبح يُقيم المناسبات والاحتفالات مع مخيمات كاملة وبمناسبات عديدة، ويوفّر مساحات لعب آمنة لعشرات الأطفال بحدائقٍ وألعاب خارجية.


أما قسم التعليم، حجر الأساس في بناء البلاد.. فقد تمكّن من تأمين آلاف الكفالات الدراسية لطلبة الجامعات والمدارس، وافتتاح مدارس وروضات ومعاهد تعليمية كانت نقطة فارقة في حياة كل من وصلت له. 


وأخيراً.. قسم المأوى! الحلم الذي ظلّ يلحّ علينا ونلحّ عليه، حتى تحقق في عام 2020 ووصل اليوم لأكثر من خمسة مشاريع سكنية موزّعة في الشمال السوري، تضم أكثر من 1500 شقّة سكنية ضمن حملة أُطلق عليها عنوان "حتى آخر خيمة"


لكن بعد كل هذا، هل كان الأمر يستحق عشر سنوات من عمرنا؟ 

نجيب: وهل في العمر ما هو أثمن من البلاد؟ هل في الدنيا ما هو أغلى من طفل يضحك آمناً مرتاحاً؟ هل هناك حلم أكثر نبلاً من فرحة إنسان مكسور؟ 

لا تعنينا موازين العالم، ما دمنا في موازين الإنسانية.. كفة راجحة! 


26.10.2012 - 26.10.2022



Loading...Loading...Loading...Loading...