مدرسة ملهم في عرسال لم ترفض فاطمة!

"لا يمكن قبول طفلتك بمدرستنا"

هذا الرد الذي يواجه أم فاطمة دائمًا، ومع ذلك، بقيت تستيقظ كل يوم، تمسك يد ابنتها الصغيرة، وتخرج من خيمتها البسيطة في عرسال، وتطرق أبواب مدارس مختلفة، فيقابلها الرد ذاته، والسبب؛ هو أنّ طفلتها مصابة بمتلازمة داون، مصحوبة بمشاكل نطق وإدراك، مما يعني.. أنك إذا أردت تعليم أي طفل عادي حرفًا، ستتعلم فاطمة بعده بوقت وجهد كبير، ستحتاج أن تتابع معها، أن تصبر عليها حتى تعرف كيف تُمسك القلم.. خطوة بخطوة "ارفعي القلم، ضعيه بين إصبعيك.. قربيهما للأمام، ابدأي الكتابة من يمين الصفحة" وهكذا.. كل خطوة تتطلب معلمًا صابرًا حتى تتقن ما يقوله، وبعد إمساك القلم، هناك الحروف، كل حرف.. كيف ترسم الألف مستقيمة، كيف تجعل الراء مائلة، كيف تربط الحروف معًا، لكن بدلًا من مساعدة الأم التي لا تملك مالاً لإيجاد مدرسة خاصة بحالة ابنتها، تقابل حاجتها بالرفض. 

وفي يوم، تم قبول فاطمة في مدرسة ملهم في عرسال في الصف الأول، وصار والدتها تأتي بها يوميًا، إلى أن صارت الطفلة قادرة على كتابة كل الحروف والأرقام، بعد التعاون بين الأهل والمدرسة، وبصبر بُذِل كي لا تفقد فاطمة فرصتها بالتعلم! 

الخيمة والمتلازمة والمشكلات الخلقية ليست عائقًا، إذا توفّرت فرصة جيدة، ومدرسة ملهم هي الفرصة الوحيدة لمئات الطلاب في مخيمات عرسال، وبدعمها.. ثمة مستقبل آخر يُرسم للعوائل اللاجئة..