splash-logo
Powered By
فضل العشر من ذي الحجة

فضل العشر من ذي الحجة

30 April 2024

إن الأيام العشر الأولى من ذي الحجة هي من مواسم الطاعات التي يترقبها المسلمون ويحرصون على استغلالها أحسن استغلال، فقد بينت الآيات القرآنية الكريمة والسنة النبوية الشريفة فضل هذه الأيام وأجر العمل الصالح فيها.


فضل العشر من ذي الحجة في القرآن والسنة

قد ذهب كثير من المفسرين إلى أن المقصود بالليالي العشر في قوله تعالى في طالعة سورة الفجر: "وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ" (الفجر : 1-2)، هي العشر الأولى من ذي الحجة، وإن من المعروف أن الله سبحانه وتعالى إذا أقسم بأمر ما في القرآن الكريم، لهو بيان على أهميته وشأنه، فقسم الله عز وجل بهذه الأيام دليل على فضلها وأهميتها.

وفضل العشر من ذي الحجة، لم تؤكده آيات القرآن فقط، بل الأحاديث النبوية الصحيحة أيضًا، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر"، أي عشر ذي الحجة.


لماذا كان فضل العشر من ذي الحجة عظيمًا؟

قد اختص الإسلام بعض الأيام والليالي بالفضل العظيم وشرفها بالشأن الكبير، ومن بينها الأيام العشر من ذي الحجة، وقد رأى بعض علماء المسلمين أن من أسباب تعظيم هذه الأيام هو اتصالها بالركن الخامس من أركان الدين، ركن الحج، كما أن في هذه الأيام يقع يوم النحر وهو يوم العيد، وهو من أعظم الأيام عند الله تعالى، فقد قال نبي الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ"، كما يسبق يوم النحر، يوم عرفة، وهو يوم يستجيب الله فيه الدعوات ويغفر الذنوب ويعتق العباد من النار، وصيامه يكفّر سنتين؛ السنة التي قبله والسنة التي بعده.


أهم أعمال الطاعة في عشر ذي الحجة

إن للأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة أجر كبير وفضل عظيم يضاهي بل ويزيد عن أجر الجهاد في سبيل الله، فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ"، فقالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ.". 

فما هي أهم الأعمال التي بإمكان المسلم أن يزداد منها في هذه الأيام المباركة؟


خير الدعاء دعاء يوم عرفة

إن الدعاء هو الحبل الذي يوصل العبدَ بربه، فشقى مَن ترك هذا الحبل مقطوعًا، وشقى مَن لم يغتنم أوقات الاستجابة وأيام الطاعات ليدعو ربه خاشعًا متضرعًا راجيًا رحمته واستجابته، أمّا من كان قريبًا من الله يدعوه صبحًا وعشية، فلن يكون شقيًا أبدًا، فقد قال الله تعالى على لسان نبيّه زكريا عليه السلام: "وَلَمۡ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّٗا" (مريم : 4)، وإن خير أيام يدعو المؤمن فيها ربه هي العشر الأوائل من ذي الحجة، لا سيما اليوم التاسع منها، يوم عرفة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فإن كان عندك حاجة فاحرص أن تسأل الله بها يوم عرفة، واحرص أن تدعو لإخوانك من المسلمين المستضعفين، ليرفع الله عنهم البلاء ويفرّج كربهم وينصرهم. 


الصوم في ذي الحجة

مما ذكره صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان دائمًا ما يحرص على صيام تسع أيام من ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، ومن هنا قال العلماء أن صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة هو سنة مستحبة عن النبي، كما أن الصوم عامةً هو من الأعمال الصالحة التي تورث على العبد أجرًا كبيرًا وفضلًا عظيمًا، ففيه غفران للذنوب واستجابة للدعوات وتطهير للنفوس، وإن العبد ليحرص على الاستزادة في الأيام العشر من كل عمل صالح من شأنه أن يثقل من ميزان حسناته.


الإكثار من التهليل والتكبير

إن الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد في العشر من ذي الحجة هي سنة متوارثة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، فعلى العبد أن يكثر من ترديد شهادة التوحيد وأن يعلي اسم الله الأكبر وأن يزداد من الحمد والشكر في هذه الأيام المباركة، لينال من الله الأجر الوفير، وليطمئن قلبه، فألا بذكر الله تطمئن القلوب!


صدقة العشر من ذي الحجة

في سعي المؤمن لاستغلال أيام العشر المباركة واغتنام أجورها العظيمة، تكون الصدقة هي باب من أبواب الخير التي يطرقها المسلمون ليضاعفوا من حسناتهم وليكفروا بها عن سيئاتهم ويطهّروا بها قلوبهم، فللصدقة شأن عظيم في الإسلام، وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه في فضلها وأهميتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"، كما أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكرييم: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ" (البقرة : 262)، فإن كان هذا أجر الصدقة في عامةً، فكيف بأجرها في العشر من ذي الحجة؟!


توزيع الأضاحي على المحتاجين

في آخر يوم من عشر ذي الحجة، وهو يوم العيد، يذبح المسلمون الأضاحي ويوزعون لحومها على الفقراء والمحتاجين من الأمة، تعظيمًا لشعائر الله وطمعًا في رضاه، وإظهارًا لمشاعر الأخوة والمحبة بين أبناء الأمل وتكافلهم وتعاونهم، وإن من شأن الأضحية أن تعزّز من القيم الدينية والروحية لدى المسلم، ومن روح المحبة والإخاء في المجتمع، كما من شأنها أن تخفف عن المحتاج همه وتساعد في تحسين أوضاعه وظروفه المعيشية.


للتبرع بالأضاحي وتوكيلنا بتوزيعها في الشمال السوري ودول اللجوء انقر على حملة الأضاحي.


العشر الأوائل من ذي الحجة، هي أيام معدودات، فلا تجعل الأجر فيها يضيع من بين يديك، ولا تجعل الدنيا تلهيك عن اغتنام هذه الأيام والعمل لآخرتك، ولتحرص أن يكون لك من كل عمل صالح نصيب، ولتبدأ هذه الأيام بتوبة نصوحة وعودة إلى الله سبحانه وصراطه المستقيم.



Loading...Loading...Loading...Loading...