تحت سماء مثقلة برائحة البارود، تغيّرت حياة صالح في لحظة. كان شقيقه يقود دراجته النارية حين قُصفت البلدة، ففارَق الحياة على الفور، فيما سقط صالح مصابًا إصابة بالغة انتهت ببتر ساقه. استفاق ليجد نفسه على قيد الحياة، لكن بلا ساق، وبلا شقيق، وبلا أمان. عاد إلى بيت لم يعد بيتًا؛ جدرانه مشققة، بلا أبواب ولا نوافذ، بلا ماء نظيف ولا كهرباء، وأطفاله الثلاثة يتقاسمون فراشًا بسيطًا على أرضية باردة.
يعتمد على طرف صناعي بدائي يلتف حوله الشريط، يضغط على جسده أكثر مما يساعده، وكل خطوة مؤلمة تذكره بخسارته. لا علاج فيزيائي، ولا دعم نفسي، فقط صمت ثقيل وألم ممتد، ومعركة يومية من أجل أن يبقى واقفًا أمام أطفاله رغم الانكسار. يد العون هي ما ستنجيه من كل هذه الاوجاع، فلنكن تلك اليد.
